قد تكون السيرة الذاتية لمسؤول ما، من باب التعريف بمساره، كما قد تكون من منطلق التعريف به أو تلميع صورته، أي أن الهدف هو تسليط الضوء على الشخصية المقصودة، سواء كانت معروفة أو مغمورة.
ومن هذا المنطلق، فإن نشر الموقع الخاص لحزب جبهة التحرير الوطني السيرة الذاتية للأمين العام للحزب عبد الكريم بن مبارك، ليس بهدف التعريف بالرجل ولا تلميع صورته، لأنه أولا وأخيرا ليس بحاجة إلى تعريف أو تلميع، بقدر ما أن الغاية هي نقل المعلومة وإيصالها إلى من هم معنيون بالدرجة الأولى، فالأمر يتعلق بالأمين العام لأكبر حزب في البلاد، باعتباره شخصية عمومية، ومن حق المناضل والمواطن أن يكون على علم تام ومعرفة دقيقة بمن يتولى مهام الأمانة العامة للحزب.
وإنه لمن المفيد، التأكيد على أهمية تزكية عبد الكريم بن مبارك أمينا عاما للحزب من قبل أعضاء اللجنة المركزية، فهي تعبر عن إجماع له دلالته، كما أنها تزكية مدروسة، تراعي أولا مصلحة الحزب، وبالتالي فهي تزكية قانونية وديمقراطية، تؤكد أن الرجل يحظى بثقة كاملة من قبل اللجنة المركزية لقيادة الحزب.
وتقول السيرة الذاتية، إن عبد الكريم بن مبارك رضع من حليب جبهة التحرير الوطني، وهو شاب يافع، فهو أصيل أسرة ثورية وابن مجاهد مشهود له بالجهاد في سبيل تحرير الجزائر، فهو من مواليد الفاتح من شهر جانفي من سنة 1959 ببلدية عين جاسر بولاية باتنة، ابن المجاهد حشاني بن أحمد بن مبارك أحد أعيان منطقة الأوراس الأشم.
وتضيف السييرة الذاتية: إن الأمين العام، وهو الذي انخرط في الحزب سنة 1983 بقسمة الجزائر الوسطى، لم ينقطع عن النضال سواء كان في القمة أو في القاعدة، بل ظل دائما لصيقا بحزبه غيورا عليه، ولا أحد يزايد عليه في ذلك أو يقول عنه أنه تخلى عن حزبه أو اختار غيره، كما تميز هذا المسار النضالي بانخراط فاعل في تنظيات مجتمعية كالإتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية والمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين وغيرها، صقلا وإثراء لرصيده النضالي والسياسي.
وتقول السيرة الذاتية: إن عبد الكريم بن مبارك ظل دوما جبهوي الانتماء في كل المواقع، مناضلا بسيطا أو نائبا بالبرلمان أو مهمشا لسنوات طويلة، حيث كان الحزب دائما في جوهر حياته وفي صلب يومياته، حيث تدرج في المسؤولية من أمين خلية إلى أمين محافظة، وقبل ذلك نائب بالمجلس الشعبي الوطني.
عبد الكريم بن مبارك، كما تروي سيرته الذاتية، بدأ مشواره الدراسي من الكتاتيب سنة بعد استقلال الجزائر، أين صقلت مواهبه في رحاب تضاريس منطقة الأوراس التي ترعرع فيها، وأنه واصل دراسته متفوقا ليتحصل على شهادة البكالوريا، شعبة علوم، ليلتحق بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا، لينتقل بعدها الى المدرسة الوطنية المتعددة التقنيات بالحراش، ليتخرج منها كمهندس دولة تخصص: هندسة مدنية.
ولم يقتصر مسار عبد الكريم بن مبارك على النشاط الحزبي، بل له مسار مهني مميز في التدريس، فهو أولا يمتلك ناصية عدة لغات، وتولى التدريس كأستاذ في مادتي الفيزياء والكيمياء، ومن الأساتذة الأوائل الذين وضعوا أسس جامعة التكوين المتواصل، أستاذ بالجامعة المركزية، أستاذ مكون للعديد من دفعات أساتذة التعليم الثانوي.
وبالإضافة إلى ذلك، تقول السيرة الذاتية، أن لعبد الكريم بن مبارك إسهامات عديدة في الإنتاج العلمي، منها إعداد سلسلة من الكتب العلمية ومقالات وتحاليل في الشأن السياسي، دون أن ننسى انخراطه في الشأن الثقافي، حيث كان رئيس جمعية النور الثقافية ذات البعد العلمي والتاريخي لولاية الجزائر، ونائب رئيس الرابطة الجزائرية للفكر والثقافة.
والخلاصة، أن حزب جبهة التحرير الوطني خرج من مؤتمره الحادي عشر، متوجا بقيادة جديدة، على رأسها الأمين العام عبد الكريم بن مبارك، الذي زكته اللجنة المركزية بالإجماع، نتاجا لحسن اختيار أعضائها وحسهم النضالي، الذي لا يعرف الارتجال ولا المحاباة في إحكام الاختيار الأنسب والأكفأ لتحمل المسؤولية.
وأخيرا، فإن السيرة الذاتية للأمين العام، تقول بما يكفي وزيادة بأن عبد الكريم بن مبارك ابن شرعي للحزب، وأنه بما يمتلك من مؤهلات علمية وثقافية وسياسية، جدير بمنصب القيادة عن جدارة واستحقاق.
—————— افتتاحية جريدة”صوت الأحرار” ——————–