حزب جبهة التحرير الوطني حزب سياسي جزائري، ذو توجهات وطنية، وهو  أكبر الأحزاب السياسية الجزائرية وأكثرها انتشارا وحضورا على الساحتين الوطنية والدولية، مما يؤكد رصيده التاريخي وامتداده الشعبي.

يسعى حزب جبهة التحرير الوطني، انطلاقا من المرجعية النوفمبرية، إلى الإسهام في بناء جزائر عصرية وديمقراطية، متطورة ومزدهرة ومعتزة بأصالتها التاريخية وتسهم إيجابيا في مسيرة الحضارة الإنسانية.

يندرج وجود حزب جبهة التحرير الوطني في صلب الاستمرارية التاريخية للمقاومات الشعبية ولثورة نوفمبر المجيدة وعهد الشهداء الأبرار. 

حزب جبهة التحرير الوطني سليل جبهة التحرير الوطني التاريخية ووريثها الشرعي، في كل امتداداتها وتجلياتها، منذ التعبير عن نفسها، من خلال أدبيات نجم شمال أفريقيا و حزب الشعب وحركة الانتصار من أجل الحريات الديمقراطية. 

ارتبط ميلاد جبهة التحرير الوطني، في الفاتح من نوفمبر 1954، باندلاع الثورة التحريرية، عبر البيان المؤسس، حيث خاضت الجزائر كفاحا مسلحا ضد الاحتلال الفرنسي، من أجل الاستقلال الوطني واستعادة الدولة الجزائرية.

تمثلت الأهداف المسطرة في الكفاح المسلح من أجل إقامة دولة ديمقراطية اجتماعية ذات سيادة في إطار المبادئ الإسلامية، وإقامة اتحاد مغاربي في إطار محيطه الطبيعي العربي الإسلامي، ومساندة قضايا التحرر في العالم.

 ورث حزب جبهة التحرير الوطني جبهة التحرير الوطني، وأصبح الحزب الحاكم في البلاد منذ استقلالها، في الخامس من جويلية  1962 ، وخاض باعتباره التنظيم السياسي الوطني الوحيد في البلاد معركة بناء الدولة الجزائرية الحديثة، علما بأنه تم إقرار تحويل جبهة التحرير الوطني إلى حزب جبهة التحرير الوطني، بمقتضى قرارات مؤتمر الجزائر ودستور 1963. 

بعد اعتماد التعددية السياسية والحزبية، بمقتضى الدستور الصادر في 23 فيفري 1989، ساهم حزب جبهة التحرير الوطني، كحركة سياسية وطنية فاعلة ومؤمنة بالتغيير ومواكبة للأحداث الوطنية والعالمية بتفاعل وإيجابية، في تبني الإصلاحات السياسية وانتقال الجزائر إلى نظام سياسي تعددي.

حزب جبهة التحرير الوطني حزب ذو ديمقراطية داخلية فعلية، حظي في كل الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة بالإجماع عليه من طرف الناخبين، انطلاقاً من رسالته، مستمدا ذلك من اعتماده على برنامج تفاعلي في خدمة الشعب الجزائري.

يحتل حزب جبهة التحرير الوطني صدارة الحياة السياسية، فهو القوة السياسية والنضالية الأولى في البلاد، حيث يمثل أكبر كتلة حزبية في كل المجالس المنتخبة، المجالس الشعبية البلدية والولائية، وفي المجلس الشعبي الوطني وكذا في مجلس الأمة.

حزب جبهة التحرير الوطني، يظل صمام الأمان في المجتمع، من خلال وسطيته واعتداله ونبذه للتطرف ومساهمته الفعلية والجادة في تعزيز أركان الدولة الوطنية، عبر مؤسساتها الوطنية الصلبة ومشاركة كل أبنائها، والعمل في سبيل دعم استقرارها وأمنها وانسجامها الاجتماعي، في إطار الثوابت الوطنية والهوية الوطنية الجامعة.  

حزب جبهة التحرير الوطني يناضل من أجل تكريس العدالة الاجتماعية واحترام الإرادة الشعبية والحفاظ على وحدة الشعب ووحدة التراب الوطني والعمل من أجل حرية الجزائر وسيادتها، أمنها واستقرارها وتنميتها وتقدمها في جميع المجالات.