“بسم الله الرحمان الرحيم،
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد المصطفى الكريم،
وعلى أله وصحبه اجمعين ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين”
زميلاتي ،زملائي
أعضاء اللجنة المركزية التي انبثقت عن فعاليات مؤتمرنا هذا، احييكم تحية الإسلام فأقول لكم السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
اخواتي ،اخواني
ابارك لكم تشريفكم بعضوية اللجنة المركزية،مباركة اخوية خالصة ،ان كان ذلك تشريف لكم فهو تكليف ثقيل على عاتقكم.
كيف لا …
و قد حضر من أجلكم اكثر من ثلاثة الاف مندوب ،مثلوا ربوع وطننا الشاسع جاليتنا في المهجر تاركين وراءهم الافا مضاعفة من المناضلين و المحبين و المتتبعين بشغف لمخرجات هذا العرس الأفلاني.
واليوم،
نلت بفضل الله ثقتكم الغالية، وعلى قدر ما انا سعيد، مسرور وممتن لأني أجد نفسي بينكم محضونا ومصونا في الوقت نفسه مدركا لثقل هذه الأمانة و صعوبة المهمة المحفوفة بالتحديات الحالية و المستقبلية.
أخواتي إخواني،
ما انبثق عن هذه اللجنة الجديدة يدعو الى الفخر و الإعتزاز لأنها جاءت طبقا لمعايير مضبوطة و مدروسة وفق شروط موضوعية ركزت في مجملها على:
- نزاهة المترشحين.
- ولاءهم الحزبي
- إدماج عنصر الشباب لتواصل سليم وصحيح للأجيال
- اشتراط الكفاءة والقدرات العلمية.
فجاء مولود اليوم و ثمرة مؤتمرنا هذا بهيئة تضم 339 عضوا منسجمة و نظيفة،يتسم أعضاءها بالإخلاص لحزبهم و هم ذو شهادات علمية من خريجي مدارسنا ،بعيدين كل البعد عن شبهة الفساد ،يؤمنون بأن حزب جبهة التحرير الوطني ،هو بيتهم الكبير و قدوة مشروعهم الوطني.
اخواتي اخواني
تنعقد دورتنا الأولى هذه ونحن نعيش في جو أخوي وظرف متميز التقى فيه مناضلو حزبنا العتيد في مشهد وطني خلاق وهادف، وفي عرس ديمقراطي وشفافي و في نفس الوقت هو محطة مصيرية تقييمية من اجل بناء استراتيجية مستقبلية لإعادة الأمل و الثقة في صفوف المناضلين متعاهدين معهم و مستعدين لتطوير حزبنا بيد ممدودة للجميع، دون استثناء عاملين على نشر ثقافة الصلح والتعايش بين صفوفنا.
فما اروعنا،
ونحن نتناغم جميعا في تواصل منسجم بيننا راسمين ملامح مستقبل واعد مجندين كرجل واحد ،واعون و ملتزمون ،لا مبدلون ولا مغيرون في عرسنا هذا الذي سر أبناء وطننا واثلج صدور مناضلينا و اغاظ المتربصين بحزبنا و جزائرنا العزيزة.
اخواتي اخواني
ينعقد مؤتمرنا الحادي عشر لحزب جبهة التحرير الوطني في ظرف متميز حققت فيه بلادنا اشواطا معتبرة في مسار الإصلاحات التي التزم بها السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون امام الشعب .
ان القاضي الأول للبلاد ، في ظرف استثنائي و بعد تبصر عميق ،استجاب لصوت الشعب المطالب باجراء تعديل الدستور و مطالبه الشرعية الأخرى و كذا رؤيته المستقبلية،فجاءت الوثيقة الأولى في البلاد ناصة في ديباجتها على الحراك الأصيل محتضنة مضامينه و مطابقة لنجواه و موثقة لتوجهاته،قاطعة الطريق على المزايدين والغاوين.
فجاء دستور 2020 ليؤسس جزائر جديدة ذات تصور جديد لبناء المؤسسات المنتخبة محليا ووطنيا،طبع على مخرجاته الأولى مزيدا من الشفافية و النزاهة وحظي عنصر الشباب و المرأة بالنصيب الوافر بغرض اعداد هاتين الفئتين واشراكهما في التسيير و تقلد المهام كقيمة مضافة للتنمية الوطنية الشاملة.
كما باشرت الدولة خلق و تجديد مؤسسات قضائية كانت، او سياسية او إدارية تكيفا و روح نصوص ذات الدستور بغرض خلق نفس جديد في مفاصل الدولة مع جبر ضرر المرحلة السابقة،و تحييد التموقعات الضيقة و محاربة اشكال الفساد على اختلافه.
اخواتي اخواني
ان مؤتمرنا هذا، لا يخرج اليوم بتاتا عن هذا الإطار فهو صلبه شكلا و موضوعا، ملتزم مكيف هادف الى تجديد جمعية سياسية و اعداد مدرسة وطنية و انشاء قلعة صامدة في مواجهة الطامعين و المتربصين لوحدتنا الوطنية،ضمن مؤسسة تكوينية سياسية حاضنة لمناضليها ،هادفة لخلق جيل وطني خلاق ،مسؤول ومؤمن بان الجزائر واحدة موحدة ،صامدة اصيلة معاصرة متشبثة بعروبتها وامازغيتها،مسلمة و مسالمة مفعمة بنوفمبريتها،متصالحة متجانسة متطلعة لأمال شعبها.
واليوم،
التقينا في حشد جماهيري مع خيرة أبناء هذا الوطن، في مشهد وطني خلاق وملتقى ديمقراطي شفاف ومحطة مصيرية تقييمية هادفة لوضع استراتيجية مستقبلية، متعاهدين مستعدين لتطوير حزبنا ونشر ثقافة الصلح بين مناضليه، فما اروعنا ونحن نتناغم جميعا في تواصل منسجم بين الأجيال راسمين ملامح الأمل مجندين كرجل واحد وأعوان ومسؤولون وملتزمون، لا مبدلين ولا مغيرين، في فضاء يسر أبناء الوطن، ويثلج صدور المناضلين ويغيظ أعداء الجزائر، فمبروك لنا وبارك الله في مؤتمرنا وهنيئا للجزائر.
اخواتي اخواني،
نلتقي لنرتقي بأفكارنا نحو ما يخدم صالح وطننا وشعبه العظيم عظمة الجزائر وكبريائها كقوة ملتحمة جاهزة ومسؤولة مدركة للتحديات التاريخية والأنية، واعية بالمتغيرات المستقبلية على ضوء التحولات وما افرزته من تكتلات جهوية وإقليمية ودولية.
ظرفا يحتم علينا اليوم لم شملنا والتصالح مع انفسنا وحشد قواتنا ونشر ثقافة التسامح بيننا و اشراك طاقاتنا واستغلال مقدراتنا ورسم اهدافنا على ضوء استشراف ناجع وعمل جاد لكل الجزائريين و لجزائر الجميع.
نعلم ان الصراعات والنزاعات مزقت امما وهدمت اوطانا وشردت شعوبا، فأصبح تلاحمنا أكثر من ضرورة و تماسكنا اكبر من حتمية، والتسامح فيما بيننا شرط لتحقيق ما هو افضل،فوجب الالتفاف حول قيادتنا السياسية و التخندق الى جانب جيشنا ،سليل جيش التحرير الوطني ،مفخرتنا و حامي ربوعنا.
الأخوات الفضليات إخواني الأفاضل،
كان ولا يزال حزب جبهة التحرير الوطني و تراثه الأصيل وفيا لقيم و مبادئ نوفمبر التي تأصلت في اذهان المناضلين و احتضنها الشعب الجزائري، والذي هو مطالب اليوم ، واكثر من أي وقت مضى ،بتفعيلها و تحيينها للعب الدور المنوط به قصد الدوام على الإستمرار في تعزيز اركان الدولة الوطنية الحديثة و خدمة للأجيال المتعاقبة التي ورثهم إياها الشهداء الأبرار و الجاهدون الأخيار والوطنيون الأحرار.
نعم،
نقف اليوم بحزم و عزم لنصون الأمانة و لنقطع دابر اليأس مندفعين بلا هوادة نحو تحقيق تطلعات شعبنا.
كيف لا،
و حزب جبهة التحرير الوطني هو المدرسة الوطنية و هو الكيان السياسي الأصيل ،و الحصن المتين،و الذراع الأمين و الحضن الدافئ سليل جيش التحرير ،و الجدار الواقي و السد المنيع.
ببساطة،حزب جبهة التحرير الوطني اكثر من جمعية سياسية،فهو متجه بماض مشرف وحاضر مجدي ومستقبل واعد.
اخواني اخواتي،
ان الظروف الحالية اكدت بشكل رهيب هشاشة المجتمع الدولي الذي يدير ظهره كلما تعلق الأمر بالصراع الدائر بين الشعب الفلسطيني الأعزل و الكيان الصهيوني،فشعب غزة يقتل و يشرد و يدمر على مرأى ومسمع العالم في إبادة جماعية لم يعرف العالم المعاصر نظيرا لبشاعتها،في سابقة إجرامية تدينها كل الأديان السماوية و كذا المواثيق والأعراف الدولية.
ان طوفان الأقصى طوفان يعاكس رياح التطبيع كظاهرة دخيلة وخائبة على الأمة العربية، فالهرولة نحوها غدت تعيسة ومكشوفة هرولة رفضتها القومية الوطنية وتنكرت لها القيادة السياسية وعبرت عنها العقيدة الدبلوماسية الجزائرية مسجلة استشرافا موفقا رسميا وشعبيا للدولة الجزائرية.
كيف لا،
ورياح التطبيع هبت من الشرق والغرب، ترافقها اكراهات دولية وضغوط قوى ظلامية تروج لها أنظمة وظيفية.
ان طوفان الأقصى هو احياء لمقاومة مشروعية دفاعا عن العرض والوطن وتشبث شعب محتل مضطهد بحقوقه نصرة لمقدسات عزيزة علينا جميعا.
ان تمسك الجزائر بمواقفها الثابتة ونصرتها التاريخية للقضية الفلسطينية في وقت وهن فيه الكثير في الجوار والإقليم، يعكس حسن الاستشراف وقوة الصمود وحدة البصيرة.
اننا اليوم ندين هذا الاحتلال الصهيوني الغاشم و ندين بشدة جرائمه كما نثمن مواقف قيادتنا و نتبناها جملة و تفصيلا، كما نناشد أحزاب العالم التي نشاطرها الرؤى التحرك والوقوف الى جانب المستضعفين حول العالم وذلك بإحلال نظام عالمي جديد عادل يصون الحقوق المهضومة للشعوب المستضعفة.
اخواتي اخواني،
ان قضية الشعب الصحراوي الشقيق هي أيضا في قلوبنا وموقف الجزائر ثابت يستند الى الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة.
واتعهد كأمين عام ان ادفع بالدبلوماسية الحزبية الى الأمام وفق العقيدة العامة لفلسفة الدبلوماسية الجزائرية القائمة على مبدا تحرير الشعوب وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
اخواتي اخواني الأفاضل،
ان التنمية الشاملة للبلاد من صلب اهتمام حزبنا كقوة سياسية أولى،
وعليه،
فإننا نثمن برنامج السيد رئيس الجمهورية وندعمه ونشاركه الرؤى ونشاطره الحلم والإعتقاد ،ايمانا منا ان القيادة السياسية العليا لها من البصيرة و بعد النظر ما يؤهلها لدفع عجلة التنمية ومن الحرص ما يجعل الوطن و المواطن في اياد امنة.
نعم،
ان العمل على انشاء اقتصاد بديل متنوع المصادر والنشاطات هو الغاية الكبرى التي رسمها السيد رئيس الجمهورية، و منه جاء دعمه المباشر لكافة أنواع الإستثمار ،وذلك على شكل رزنامة غنية بالنصوص التشريعية، التي من شانها إزالة العراقيل مما يؤدي الى كثرة تدفق الاستثمارات ،ومن ثم خلق فرص اكثر وجعل الجو الاقتصادي جذابا لرأس المال الأجنبي،مع تسهيل الولوج الى شتى القطاعات المنتجة،لخلق مزيد من الثروة واحداث مناصب شغل وتوفير العملة الصعبة،ولعل ابرز هذه التشريعات ما جاء به قانون الإستثمار الجديد.
السادة أعضاء اللجنة المركزية،
إن فئة الشباب تحظى بعناية شخصية و مباشرة من طرف رئيس الجمهورية،وما انشاء وزارة خاصة بالمؤسسات الناشئة لدليل على العناية البالغة المخصصة لشاباتنا وشبابنا .اضافة الى تنصيب المجلس الأعلى للشباب.
نعم،
إن تحسين الأجور يعد علامة مميزة في برنامج السيد رئيس الجمهورية ،كما هو الشأن فيما يخص القضاء على مناطق الظل مع انشاء صندوق البطالة كلها قرارات تصب غي تحسين ظروف المعيشة لذوي الدخل الضعيف والبطالين وكل الفئات المهمشة.
إن الحديث عن التنمية الشاملة يقتضي حديثا مطولا ومفصلا.
اخواني ،اخواتي
ان الحديث عن الصناعة والفلاحة والثقافة والشباب والرياضة والتربية والتعليم والصحة وباقي القطاعات ،حديث يستحق منا عناية خاصة ،فمن بين تشكيلة اللجنة المركزية إطارات سامية و أساتذة و خبراء سوف يعملون سويا على خلق لجان متخصصة في اعداد و استشراف الأفكار وكذا الإقتراحات والدراسات من اجل تقييم الأوضاع و إيجاد الحلول لجميع المعضلات التي نعيشها يوميا.
وأخيرا
اخواتي اخواني
اشكركم جميعا جزيل الشكر و اليكم تحية اخوية افلانية،و اني لأراكم متعبين وانا واحد منكم .
فهذه تضحيات النضال ومواقف الرجال والنساء.
هنيئا لكم ثانية وهنيئا لحزب جبهة التحرير الوطني وهنيئا للجزائر.
عودة ميمونة الى دياركم انشاء الله بسلام ولقاء يتجدد عن قريب باذن الله في جو أخوي حافل بالأعمال والنشاطات.
دمتم اخواني درعا للوطن ولحزبكم
تحيا الجزائر الواحدة الموحدة الجديدة
المجد والخلود لشهدائنا الابرار
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
………..