إيمانا من قيادة الحزب بأن الأفلان ولد من صلب الشعب ويجب أن يكون صوته وفي خدمته أولا وأخيرا، وأن الشعب بحاجة إلى الأفلان القوي والمستقبلي والأكثر ارتباطا بواقع المواطنين وهمومهم وطموحاتهم، كان من اللازم طرح الأسئلة الجوهرية: كيف يمكن ترميم العلاقة مع الشعب وتقويتها وإعادتها إلى الصورة الناصعة، التي يتطلع إليها الشعب.. الشعب يريد من الأفلان أن يكون حزب الشعب وليس فوق الشعب.
وكم يصدق المثل القائل:”رب ضارة نافعة”، على حال الأفلان، الذي أخذ العبرة والاعتبار من ممارساته الماضية، بعد سنوات من التيه والتخبط وفقدان البوصلة، وقد قرر العودة إلى ينابيعه الأصيلة والالتحام مع محيطه الذي يتغذى منه ويعيش من أجله، حيث أن الشعب هو أساس وجوده.
إن الأفلان الذي انتصر في الانتخابات، يتجه بعزم وثبات وقوة نحو المستقبل، يعتمد على تراكم أفكاره الحية، يستمد منها “الذخيرة” في مسيرة تجدده وانفتاحه على محيطه العام وعلى الطاقات الحية في المجتمع، من الشباب والإطارات والكفاءات، كما أن جهده منصب اليوم على تحويل روح جبهة التحرير التاريخية التي تشغل مكانة مرموقة في الذاكرة الجماعية للشعب إلى طاقة حية تلهب حماس المناضلين والأنصار والمتعاطفين وكذا عموم الشعب، من أجل المساهمة الجادة والفعالة في بناء الجزائر الجديدة، التي يتطلع إليها المواطنون.
إن الحزب، أي حزب، ليس هدفا بحد ذاته، إنما هو وسيلة أو أداة لبلوغ غايات معينة، عبر أفكار وبرامج وسياسات محددة، وهذا ما تهدف إليه قيادة الأفلان، من خلال ” إصلاح جذري”، يضع الحزب على سكة التجديد والتحديث ويؤهله لمواجهة متطلبات المستجدات التي تشهدها الساحة السياسية والمتغيرات العميقة، التي يعرفها المجتمع برهاناته وتحدياته.
وإذا كان لفوز الأفلان أسبابه الموضوعية، ولعل من أهمها النهج الذي اعتمده الأمين العام للحزب الأستاذ ابو الفضل بعجي، فإن لهذا الفوز أهدافه الواضحة، وهو بناء حزب قوي، مستقبلي، ملتصق بقضايا الشعب وقادر على النهوض بدوره الفاعل في خدمة الجزائر القوية والمتطورة والسيدة والمتمسكة بمواقفها المبدئية الراسخة.
هذا هو مغزى فوز الأفلان، ونرجو أن تكون الرسالة قد وصلت إلى كل الخصوم والمناوئين وكل الذين يراهنون على “المتحف”، فالأفلان اليوم محصن بقوة مناضليه الأوفياء المخلصين ومعزز بإرادة الشعب الحرة والسيدة، وكثيرة هي الشواهد التي تؤكد بأن المتحف كان مصير أولئك الذين تجرؤوا على الدعوة لإيداع الأفلان في المتحف، فإذا بهم اليوم خارج التاريخ.