الأفلان في الصدارة (1)
لم يكن العنوان أعلاه، الذي تصدر مختلف وسائل الإعلام، التقليدية والحديثة، عقب كل من الانتخابات التشريعية وانتخابات المجالس البلدية والولائية، اللتين شهدتهما البلاد خلال السنة الماضية، مجرد عنوان عابر أو بلا مضمون، إنما كان تعبيرا حقيقيا عن حالة موصوفة، تؤكد أن الأفلان هو الحزب الفائز في هذه الاستحقاقات الانتخابية وأنه يحتل الصدارة عن جدارة واستحقاق.
ويؤكد العنوان أعلاه أن فوز الأفلان لم يكن نتيجة خبطة حظ، إنما هو فوز حقيقي، له أسبابه الموضوعية، التي لا ينبغي تجاوزها أو التقليل من أهميتها، فالأفلان أثبت قدرته على التجنيد وإدارة العملية الانتخابية بكفاءة، كما أنه تمكن من الانفتاح على نخب وازنة، إضافة إلى امتلاك الحاضنة الشعبية، التي بوأته موقع الريادة.
ويراهن الأفلان على تحقيق فوز آخر في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة، المقررة يوم الخامس من الشهر الداخل، يعزز ريادته في هذه المؤسسة الهامة، بناء على ما يمتلكه من وعاء انتخابي في المجالس الشعبية البلدية والولائية، يؤهله لأن يبقى الرقم الصعب في المعادلة السياسية، بفضل ريادته المؤكدة بحكم الصندوق.
ولا يجعل الأفلان من الفوز في الانتخابات هدفا بحد ذاته، إنما يعتبره وسيلة لبلوغ غايات أسمى، وهي تعزيز أركان مؤسسات البلاد وإقامة مجالس شعبية تمثيلية، منتخبة بطريقة ديمقراطية شفافة وتشاركية، يعبر من خلالها المواطنون عن إرادتهم الحرة، حفاظا على استمرارية الدولة الجزائرية، وتعزيزا لتطلعات الشعب في إقامة دولة الحق والقانون، التي عمادها الحريات الفردية والجماعية، واجتثاث جذور الفساد بكل أشكاله؛ وتعزيز الثقة في القدرات الوطنية على تحقيق النهضة المأمولة، والإقلاع النوعي إلى الرقي والتقدم.
وإنه لمن المفيد التذكير، بأن الأفلان استطاع أن ينتزع موقع الصدارة، رغم الحملات العدائية المسمومة، التي خاضتها ضده أطراف مناوئة، بهدف إضعافه وضرب استقراره ومحاولة تشويه صورته لدى المواطنين، وضمن هذا المخطط كانت تظهر بين الحين والآخر، دعوات يائسة لإدخاله المتحف، كما تبرز دعوات أخرى بائسة تحاول المساس بقيادته الشرعية، وهكذا دواليك، إلا أن كل تلك الحملات باءت بالفشل ولم يحصد المدبرون والمحرضون وكل الذين رددوا تلك الشعارات المشبوهة، إلا الخسران المبين.
برهنت الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة أن الأفلان قوة سياسية راسخة في العمق الشعبي، وهذا هو أساس قوة الحزب وسر بقائه وتجذره، لا تؤثر فيه الرياح الموسمية مهما اشتدت ولا تنطلي عليه المناورات الساعية لخلخلة نسيجه وبعث الشقاق بين أبنائه، ولعل الخلاصة التي يجب تسجيلها هي أن الشعب يمتلك الوعي الذي يؤهله لكي يختار من يراه أهلا لتمثيله، وقد اختار الأفلان بكل حرية وسيادة.